حينَما يُبْرِقُ فِي ثَغْرِكِ ثَغْري،
أتَهَجّى رَمْشَكِ في نَبْضِ العَبيرِ،
وَيَتِيهُ الْحَرْفُ بَيْنَ الكَلِماتِ.
أَتَمَلّى وَهَجاً يَمْلأُ قَلْبي،
وَأُنادي :
أَنْتِ ، يا سيِّدَتي ، لازِمَتي في الهَذَيانِ،
فَاغْمُريني كَعَصافيرِ الصَّباحِ،
وَادْخُلي في نَبَضاتي،
وَانْشُري ظَلَّكِ في مُنْتَجَعاتي.
حينما تَسْبي مِساحاتُكِ عِشْقي،
يَتَوارى الصَّحْوُ بَيْنَ الْقُبُلاتِ،
وَأُلَبِّي وَأَقولُ:
لَيْتَنِي كُنْتُ عَلى دِينِ الْعَشيقِ.
وَأنا السَّالِكُ لِلْقُرْبِ مُريدُ.
اِخْلَعي نَعْلَيْكِ ، ثُمّ انْتَبِذي رَقْصاً كَتُوماً
مِنْ قُنوتِ العاكِفينَ،
فَأَنا آتٍ إلَيْكِ
مِنْ عُيونِ السَّاهرينَ.
في يَدي أحْمِلُ جَمْراً
يَتَلَظَّى مِنْ ثَنايا شَفَتَيْكِ،
وَأطُوفُ
بِكِ في حَضْرَةِ حَالي،
لِأَرَى كَيْفَ يُناجي النُّورُ فَيْضي
في تَرانيمِ المَقاماتِ.
اِشْرَبي مِنْ عِطْرِ آياتي، وَنَامي
في لَمى نَجْمِي كَصَفْصافَةِ رَمْلٍ.
اِشْرَبي نَخْبي عَلَى صَدْرِكِ سَهْواً،
وَاجْعَليني كَوْكَباً لِلْياسَمِينِ،
لِأناشِيدِ المسَاءاتِ الحَزينَهْ.
جَسَدي عَبَّادُ شَمْسِكْ.
أيْنَمَا دُرْتِ أدُورُ.
كَيْفَما مِلْتِ أَميلُ.
وَإذا أشْرَقَ نُورُ الْحَلَقاتِ
زَادَ قَلْبي خَفَقاناً،
وَتَعالَى في سَماكِ.
حَيْثُ يَزْدادُ يَقيني بِمُرادي.
كَوْكَبٌ جِسْمُكِ ، وَالصَّدْرُ شُعَاعٌ،
والْأَسارِيرُ شِراعٌ.
فَمَتى وَجْهُكِ يَغْشى شَطَحَاتِي ؟
وَأَنَا السَّاقِطُ مِنْ فَيْضِ الخُلودِ،
صِرْتُ مهزوماً عَلى أسْوارِ نَهْدَيْكِ رَمِيما...