بـــا جـــــلول 1 أمطار الخير

الجو ممطر ،جميل،رائع،بادرة خير للفلاحين و للمعجبين بالربيع .و كل يرى فيه ليلاه. امتطى جلول صهوة دراجته الهوائية. يركبها بخفة كخفة أهل الجيمناستيك.عجلتان فقط توحيان إلى أنها من فصيلة الدراجات الهوائية .عجلتان مطاطيتان ناعمتا الملمس .بقيتا متورمتين بفعل المطر و البرد القارس .ستنفجران في أول إشراقة شمس.بشرط أن يسخر الله في –تحريكة-؛ قرر جلول أن يستبدلهما لما فيه خير لحياته.ألصق بالمؤخرة و المقدمة اسطوانتي –سيدي- للمساعدة في الإنارة أثناء الليل.
لمدة أسبوع يصطف في الموقف مع أترابه المواقفية و لا يسخر الله في شيء.عندما يصل إلى الموقف ،يحادي –البالة-قرب الرصيف بحجرتين.و تقف معرشة مثل طائر النورس.دات لونين ؛الجزء الحديدي له لونه و الجزء الخشبي له لونه.كل من مر من الشارع الواسع إلا و ترغم عيناه على النظر إلى بالة با جلول.و منهم من يطوف بها لإيقاظ روح الدعابة و التعاليق الفكاهية لدى با جلول.
عشرة أيام أو أكثر مرت ممطرة،رغم أن المطر ليس في مصلحته فإن الأمور لديه لا تستدعي الضجر و ندب الحظ العاثر.دائما يقول للناس: اللي بغاها كاملة غاي يخليها كاملا.ويلا عطاك العاطي لا تحرث لا تواطي.و يلا كلع ليك ولادك يشهدو فيك و كلابك ينبحو عليك..
لا حرج في أن ينتظر أسبوعا أو شهرا ؛لتشرق الشمس و تنشف الرمال و تتبخر منها المياه و تعود ورشات البناء إلى عملها و الموقف إلى عافيته .
كما من الله على الفلاحين بالأمطار و على محبي الربيع و النزايهية بالربيع ؛من الله على –خدامة- الموقف بالشمس و عادت ناعورة الموقف إلى الدوران.
صباحا باكرا ،توقفت شاحنة ركض حولها المواقفية مثل البرق .كان جلول و ثلاثة آخرون أسرعهم.رموا بالاتهم على ظهر الشاحنة و سبقهم جلول في الركوب إلى جانب بيهي السائق.سيتجنب البرد القارس و سيضمن مدخولا هدا اليوم.
-الله يسعد الصباح آ السي بيهي.
بيهي يرد على جلول : الله يحفظك آ با جلول.كيف أحوال الدار و الدراري ؟
-دير راسك معا الريوس أو عيط آقطاع الريوس. يرد با جلول
بيهي : مبارك و مسعود عليك في هدا الخير
انفجر جلول ضاحكا و رد على بيهي : آودي يا بيهي .أنت رجل درويش. اللي جات من فمك بحال العسل..
بعد نصف ساعة وصلوا إلى مقلع الرمال بوادي تانسيفت.شرعوا في شحن الحافلة بالرمال .بيهي انبرى جانبا .جلس على حجرة صماء . بيديه سيجارة و قنينة قهوة سوداء ، صغيرة.
شحنوا الرمال بسرعة البرق و عادوا إلى الموقف.أول القادمين فاوض بيهي في ثمن -فاياج الرملة-و اتفقا على الثمن .
-آ الشريف .هل عندك الخدامة أم لا
أجاب المشتري على باجلول بالنفي.
-سنفرغه لك . لن يكون سوى الخير. باجلول للمشتري
وافق الرجل و أعطاهم العنوان و انصرف.
******
حار بين أمرين .هل يستغل مائتي درهم التي –صور- هدا اليوم لتجديد البطاقة الوطنية أم يتركها لحاجيات أسرته.الأمر الأول معقد؛ لا تكفيه حتى في –الطلوع و الهبوط- بين ردهات المقاطعة و ما جاورها.و الأمر الثاني سيتداركه مع وجود و توالي الشمس المشرقة.فلا بأس في أن يعاقر النخب هده الليلة.
امتطى دراجته و مخر بها عباب الأزقة و الشوارع. توجه إلى مرجان لشراء الروج.فأخبر بعدم وجود ما يريد.و رجعت به الداكرة إلى القيل و القال و المخاض الدي رافق ميلاد الحكومة أو شيئا من هدا القبيل.
امتطى دراجته و فاه بصوت مسموع : آ خايت . ما كاين غير هوا.
توجه إلى دوار –يحي- . و منه اقتنى قنينة ماء الحياة أو كما تلقب –مهمومة- .اقتنى أيضا مشروبا غازيا أبيض لتمرير ماء الحياة دات الطعم الحار جدا. و اقتنى الزيتون الحار المشرمل ل –القطعة-
أرخى الليل أسداله و قالت له – الحلوفة – بأن يتوقف قرب مرجان . و هدا ما كان .
استنفد ماء الحياة ..يبدو أنه فوت كثيرا؛فقد توازنه و صار في عهدة دراجته القاصر. أراد الإنعراج إلى صوب طريق جانبي و لم تطاوعه.وجد قدره بين يم السيارات القادمة من الإتجاه المعاكس.فأردته إحداهن أرضا مع قولة آمين.