هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


غاليري الإبداع الأدبي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى لغتيري
Admin



عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 28/04/2014

المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري Empty
مُساهمةموضوع: المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري   المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري Emptyالثلاثاء أبريل 29, 2014 9:29 am

المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري
الجمعة , 25 أبريل 2014
بقلم / مصطفى لغتيري
دوما تطرح الكتابة النسائية إشكالات عدة بسبب الجدل الدائم حولها، والذي يخص التصنيف أولا، الذي غالبا ما لا يتم استساغته من طرف الكثيرين، وثانيا بسبب غموض المقاييس التي يتم اعتمادها في تصنيف الكتابة إلى كتابة رجال وأخرى خاصة بالنساء، وإن كنت شخصيا أعتقد أن الكتابة لا جنس لها، وإنها إما أن تكون جيدة أو ضعيفة، بغض النظر عن صاحبها رجلا كان أو امرأة، إلا أنني مع ذلك أنتصر إلى الرأي، الذي يذهب إلى أن هناك ما يميز كتابة النساء عن كتابة الرجل بلمسة معينة، وذلك بسبب التجربة الحياتية المختلفة التي تعيشها المرأة، مما يجعل الكاتبة أكثر حساسية تجاه بعض الأمور، التي قد لا يوليها إبداع الرجل أي أهمية .
والمطلع على المجموعة القصصية «المحرقة» للقاصة اليمنية انتصار السري سيشعر -لا محالة- بهذا الإحساس المتدفق تجاه الكلمات والأشياء، التي تحيط بالقاصة وتلتقطها عيناها، لتنسج منها قصصا بحجم القلب، صغيرة في حجمها كبيرة في معناها، تزخر بدفق من الإحساس العميق الذي تولده في نفس القارئ. وقد اختارت انتصار السري جنسا وسطا ما بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، يمكن أن يصدق عليه اسم «الأقصوصة» لتبث المتلقي أحاسيسها ونظرتها على العالم من حولها.
ولعل أهم ملاحظة تثير الانتباه لدى الكتابة عند انتصار، أن نصوصا في مجموعتها القصصية «المحرقة» تتميز بطابعها المشهدي، وهذا مما يحسب للكاتبة، إذ اجتهدت في تسخير قلمها لتصوير الأحداث، فيشعر القارئ وهو يتصفح قصصها وكأن وقائعها تحدث اللحظة أمام عينيه، تقول القاصة في قصة شرفة: من على شرفة نافذتها، مكثت أرقبها هي غاطسة في حضن سريرها تغوص نائمة، تضم إلى صدرها رضيعها.
ألجمني خوفي من الاقتراب منها، فعدت أدراجي» ص32.

ويتواصل هذا النفس التصويري طاغيا على جل النصوص، ومنه ما جاء في قصة الممر، التي تقول فيها الساردة: «تمهلت خطواتي، تعثرت بذيل فستاني، ساقاي تخوران، تعجزان عن التقدم على لسان ذلك الممر الذي لا ينتهي، مئات العيون تحملق فيّ، منها من تحدق بفرح، وأخرى بحسد، بعضهن يلعن حظهن، وأخريات يحلمن بالوقوف مكاني» ص 19.
ويمكن ضبط الحساسية النسوية في الكتابة عند انتصار من خلال الحضور القوي للذات، والتي تكون فيه الساردة -في غالب الأحيان- غطاء مكشوفا عن ذات الكاتبة، وقد تجلى ذلك في قصة «الغريب» مثلا، التي تتحدث فيه الساردة عن شخص يزورها، فيما يشبه الحلم ليأخذها معه إلى دار البقاء، فإذا بها تستيقظ بعد حين، وهي تحمل في يدها كتاب ابن الجوزيه، الذي كانت تقرأه سابقا.
ويمكن أن نلمس هذا الحضور كذلك من خلال الروح الحانية والهادئة، التي تطغى على أجواء النصوص، ونستطيع البرهنة على ذلك بقصة «ذات نهار» التي تحكي فيها الساردة عن أجواء هادئة في الحافلة والتقائها بفتاة، صاحبتها في رحلتها، ثم ما تلبث أن تغادر الحافلة وتركتها وحيدة أمام مفاجأة من العيار الثقيل، فتقول الساردة «بينما أنا قابع على مقعدها، طوقت حقيبتها، أشتم باقي عطرها، لاحظت أن الحقيبة شبه مفتوحة، تفقدتها والخوف يغشاني، فلم أجد راتبي..» ص 30.
نفس هذا الحضور الطاغي للأنثى وانشغالاتها الصغيرة حاضران في قصة «عباية» التي تمتزج فيها اللذة بالإغراء بالتجارة.. تقول الساردة: «أخذ المتر، تقدمت نجوه، بدأ يأخذ مقاسها، عيناه تلتهم جسدها المدور في عباءتها الملتصقة بذلك الجسد، أنوثتها الصارخة أربكته، جعلته يعيد قياس الصدر أكثر من مرة، خلعت ثوب الحياء قائلة:
- كلا أريدها أضيق...» ص 38.

وقد وظفت القاصة انتصار السري في مجموعتها القصصية «المحرقة» لغة سردية بسيطة وواضحة، تتميز بقدرتها على التبليغ، كما أنها- شأن اللغة الناجحة في هذا الجنس الأدبي- تتميز بقصرها وبرقتها، لتناسب الأثر الذي تسعى الكاتبة إلى إحداثه في نفس القارئ، ومن ذلك قول الساردة في قصة تهيؤات: «الصراع محتدم في الساحة، السهام تحصد الأرواح،غاصت قدما الفرس، تعثر، سقطت من فوقه، أمسكت بلجامه، حثيته على النهوض، عيناه تحدقان نحو المجهول، سهم مجهول يخترق الفضاء متجها نحوي، اتسعت حدقة عيني، فاغر فمي، سكنت قدماي عن الحركة».ص 58...
* كاتب مغربي



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
السعدية باحدة
مراقب عام
السعدية باحدة


عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 30/04/2014

المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري   المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري Emptyالخميس مايو 01, 2014 11:54 am

قراءة كاشفة عن مميزات الكتابة القصصية القصيرة جدا اليمنية من خلال
"المحرقة" لكاتبتها انتصار السري.هذه القراءة حفزت مجساتنا للكشف عن المزيد من الإبداع اليمني .
شكرا للعزيز مصطفى لغتيري على مجهوداته الموفقة.وهيئا للمبدعة انتصار السري مع المزيد من العطاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجموعة القصصية "المحرقة" للقاصة انتصار السري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: غاليري السرديات :: الدرسات النقدية-
انتقل الى: