هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


غاليري الإبداع الأدبي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 للمسابقة: الترجمة القاتلة والكاتب الغريق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرزاق هيضراني




عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 03/05/2014

للمسابقة: الترجمة القاتلة والكاتب الغريق Empty
مُساهمةموضوع: للمسابقة: الترجمة القاتلة والكاتب الغريق   للمسابقة: الترجمة القاتلة والكاتب الغريق Emptyالسبت مايو 03, 2014 12:35 pm

الترجمة القاتلة والكاتب الغريق


                                                                                                          "الترجمة خيانة" مجرد فكرة هزيلة، لإطلاقيتها،
                                                                                                     وإلا ستستحيل، أو تكاد، معرفة الذات/معرفةالاخر


   
   عبد الرزاق هيضراني


عندما يتحرش النقد بمفاتن النقد
مما لا شك فيه أن لغتنا النقدية عندما تتحرش بالشعر وذائقته الفذة، تخترق عوالم المقروء مازجة المتعة بالفائدة.. إذ إن هذا التوظيف لا يسلب اللغة النقدية جوهرها، ولا يصرفها عن مقصديتها.. إذاك أقول جازما إن دوخة النقد تزيد أو تكاد عن متعة الإبداع، فكيف لا تجرف القراءة النقدية الشاقة  ارتياحا وهي التي جندت نفسها للجمع بين الشكل والمغمور.  
في أحد الأيام الصافية تبثل أحد الشعراء المتمردين لربه قائلا:
                 أسأل الله سكرة قبل موتي      وصياح الصبيان يا سكران يا سكران
وقد حق لهذا الشاعر أن يشتغل طويلا لتحقيق أمنيته الرثة: الموت في موكب مروع.... عليه إذن، وطبقا لمنطق فاسد، أن يكثر السكر، وأن يجالس الصبيان، وأن يجرب الموت...


فتنة الترجمة
وفي هذا السياق المفارق يمكن أن نتساءل عن فتنة الترجمة وما لزمتها من لعنة، قد تزول. وتوضيح الوجه الخادش للمترجم ذلك الرعب الذي يرغب في إلحاق الضيم بمن يريد من أعداء، ولكي لا يفقه القارئ شيئا ينجزالكاتب/الرهبة عمله في اطار حبي قد يتصدره إهداء أو إعجاب..
وعلى النقيض قد تجد مترجما يخونه الحب فتراه يخاطبك بحب نابض، وعليك أن تفهم أن الشغف الذي ترجم به فلان أكبر بكثير من رغبة في توقيع اسم على مرمى أو قمة جبل من كتاب.

الترجمة: معاقرة للأسلوب، للمضمون أم للمقصدية
لم يجل بخاطر المقولة الايطالية أن مضمون الخيانة الذي اسست عليه افتراضها: الترجمة خيانة..أن هذا المضمون لا حق له من النقاش النقدي الغارق. انها مقولة فارغة لاطلاقيتها..لطالما أن كل مطلق منذور بالخطأ..  مقولة مهدمة، لا تتيح أية امكانية للفكر أن يسافر ويعبر الحدود. مقولة وضعت القارئ بشكل سابق لأوانه أمام فكرة قاتلة مفادها أن المترجم لا خير فيه. المقولة الايطالية تصرح بشكل جلي ان الكتابة الحقة كل كتابة تنتمي للأصل/الكاتب لاللمترجم/الصدى.
سنتجاهل شعار الخيانة وسنؤسس افتراضنا للنص المترجم على خلفية جادة تستند الى التاكيد على ان الترجمة لاتقل اهمية عن الكتابة.. بهذا المفهوم نؤكد ان الكتابة ترجمة وان الترجمة كتابة. ويمكن تبعا لذلك تناول الموضوع من تمييزات إجرائية خاصة

ترجمة الأسلوب
نقصد بالنوع الأول تلك الترجمة التي لا تهتم إلا باللغة متغافلة عن المضمون. ترجمة تتحدس المفردات بعزلها عن مشترطات سياقها وأصلها الثقافي...ترجمة الأسلوب ترجمة لا خير فيها، من أولوياتها خنق المعنى وتعذيب القارئ. وعندما تسيئ هذه الترجمة لأمانة المعنى تسيئ للكاتب، الكتابة والثقافة...في هذا السياق من الكلام من المنطقي أن نعرج على ربط الترجمة بالخيانة قائلين إن الترجمة في ولائها التام للأسلوب وحده خيانة للإبداع.

ترجمة المضمون:
قد نتفق إذن حول المبدأ التالي: "الترجمة مغلطة في سياقات محددة لكن بناء على نوعيتها تفاديا لفتنة التعميم والإطلاقية المنذورين بالخطأ". كما أننا قد لا نختلف حول ما تقدمه ترجمة المضمون من خدعة للثقافة. يرجع هذا الإفتراض إلى أن ترجمة المضمون وحده خيانة لأمانة الإبداع، بموجبها يعمد المترجم إلى التصرف فيما لا يملك إذ بقدر ما يتتبع المضمون بقدر ما قد يجد نفسه متصرفا في الأسلوب، تصرفا قد لا يتسع له صدر المترجم.

ترجمة المقصدية
كان شعر المدح قديما لا ينفصل عن المجازفة والارتياب. يجازف الشاعر بكتابة قصيدة مدح غير متوقع ما قد يفهمه الممدوح. المفارقة أن كلا من الممدوح والشاعر على علم تام بمقصدية كل منهما. كل طرف يعرف الاخر تمام المعرفة. القاء الشعر وحده، وفي جو مهيب، قد يخرق تعاقد المادح بالممدوح فتنقلب القصيدة من مدح إلى هجاء.
في سياقنا نقصد بالمقصدية رغبة تحققت، رغبة كتابة نوايا وبأسلوب محدد. المقصدية هنا بقدر ما تهتم بالفكرة تهتم بطريقة ترجمة هذه الفكرة.
في عالم الإبداع ليس كل شيء يتضح في النهاية. قد تظهر نهاية الإبداع في بدايته وقد لا ينتهي التقدير الكبير للأسطورة/بورخيس بتوقيع نهاية الترجمة. التقدير الصادق لا يتوقف كما الزمن.
هكذا جمعا للفائدة والمتعة الانخراط في الترجمة اختيار أنيق، لإيماني الغارق بأن مقولة "الترجمة خيانة" مجرد فكرة هزيلة، لإطلاقيتها، وإلا ستستحيل أو تكاد معرفة الذات/الاخر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
للمسابقة: الترجمة القاتلة والكاتب الغريق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للمسابقة ق ق ج
» مــشـــــــتــــاقـــــــــة ( للمسابقة)
» نص للمسابقة
» كرم...( ق ق ج )(للمسابقة)
» للمسابقة - حنين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: غاليري السرديات :: الدرسات النقدية-
انتقل الى: